الجمعة، 6 فبراير 2015

قسوة الحياة ام قسوة البشر ام قدر

...ما ان ننتهي من مصيبة تلوح مصيبة اخرى  يتساءل المرء والعبد المسلم ما هذا هل انا امام امتحان ام انه عقاب لي . تتهاطل الافكار عليك فتارة يخبرك ضميرك بأنك مظلوم  وتارة بأنك انت مجرم وقد أخطأت اما نفسي تحاول ان تجد اقرب صديق لي لتفرغ كل شيئ فيه وان لم تجد فالدموع ستنهال هذا اذا كانت النفس مخلصة اما اذا كانت عاصية وشديدة ستنفث السموم فيك وتجعلك ترمي سهام البلاء والمصيبة على كل شخص . داخل مغارة سوداء يسبح القلب طالبا من الرئة ان تمده بالاوكسجين أكثر لكنها تخشى عليه ان يحرق نفسه . في هذه الاجواء نصدق بأن اشد عذاب هو عذاب النفس حتى وان كانت اجسدانا تظهر انها بخير فالمرض مرض القلب والضمير وهما  كفيلان بأن يحفرا حفرة ويدفنا صاحبهما فيه. عظمة المصيبة تستنفذ رصيد الصبر المتبقي ويتحول الانسان الى مرحلة الضياع حيث يفقد احاسيسه بالحياة ويفقد نبضات القلب , يسير في الشارع كالاعمى رغم انه يبصر و اذنه تسمع الكلام لكنه يسمع اصواتا فقط .اما العقل فقد دخل الغيبوبة الصغرى ويحاول القلب ضخ الدم اليه لانقاذه وابقاءه حيا ولولا ان القلب محل العاطفة لقطع عنه الدم لانه يضخ الى عضو ميت .يواصل هذا الانسان بعد تحوله الى جسد في السير مترنحا بين الشوراع والساحات ويترصده المجرمون ويعطف عليه الاحباب  ويصل اخيرا الى ذاك المكان ليلا وهو عبارة عن ساحة كبيرة جرداء ويكثر الشوك فيها ويعلوها بعض الحجارة المدفونة وبعضها مكتوب عليه اسماء اشخاص. يواصل السير هذا الجسد كالسكران داخل هذا المكان ويتوقف امام حفرة مظلمة بجانبها غطاء ابيض شديد البياض ويقف هناك القلب والضمير .يلتف هذا الجسد الهزيل  الذي ارهقه المشي في الشوارع بالغطاء الابيض وينزل الى هذه الحفرة لينام من شدة التعب. وها هو يستلقي ويقابل السماء والنجوم وعيونه تذرف دما بعد ان نفذت دموعه . يردد كلمة شكرا يا رب . يحاول القلب والاعضاء تمالك انفسهم ويتذكرون ان هذا الجسد لطالما حملهم ورفعهم واكرمهم  ويتساءلون ما الحل ... واخيرا ينطق القلب وهو النائب عن العقل انه سينام الى جانب هذا الجسد  وكل الاعضاء وافقت .ويوقف القلب ضخ الدم وتتوقف بقية الاعضاء عن العمل وترتجف اطراف هذا الجسد معلنة عن بداية الشخير ونهاية هذا الجسد .وتأتي جموع النمل لتقوم بعملها . اما الروح فترتفع لتعود الى خالقها ويغلق الكتاب لكن السؤال بقي مطروحا هل قسوة الحياة ام البشر ام القدر  ففي الكتاب الذي اغلق الاجابة النهائية . 

الثلاثاء، 3 فبراير 2015

حزن ام موت

عندما تنتهي الحرب ويتوقف قصف المدافع وتصمت البنادق ويتوقف زئير الطائرات الحربية . يبدأ الناس بالإلتفات الى بعضهم فمنهم من فقد ساقه ومنهم من اصيب بالشلل الكلي ومنهم من مات . وما حياتنا الدنيا الا حرب مدافعها هم اصحاب الشر والظلم وبنادقها هم اصحاب الالوان الذين يغيرون لون جلدهم كلما لاحت شهوتهم في الافق . ان هذا التشبيه نابع من الواقع حيث ترى الخذلان بأم عينك الظلم يجري كالماء و صديقك يتلون امامك ولكنك تعجز ان تفعل شيئا ليس خوفا بل من هول الصدمة وعدم القدرة على التصديق......تبا لك يا دنيا هل نحزن ام نموت لاجلك